مخاطر الصراع بين الاجيال
بين الاباء والابناء
كثيرا ما نسمع من يقول لأبيه او امه انتم من زمن قديم انتم موضة قديمة نحن جيل الانترنت والاتصالات والاختراعات انتم لكم زمن وهذا زمننا عادات قديمة وأفكار بالية وكثيرا من هذا ما نسمع من شباب تمردوا على الاباء وبحجة التحضر والتقدم والحرية الزائدة التى اعطاها الاباء للأبناء خلقت فى كثير منهم التمرد والانشقاق وأصبح الابن لا يطيق كلام الاب او الام ولا الجد او الجدة, نعم التمرد الشبابى وعقوق الاباء اصبح سمة من سمات عصرنا اليوم فى غياب الوازع والتربية الدينية الصحيحة والتمرد على العادات والتقاليد العربية التى تعتبر من قوانين المجتمع العربى وهذا ما خلق المخاطر التى تتعرض لها المجتمعات العربية والإسلامية اليوم فالصراع بين الأجيال له مخاطره على الفرد والأسرة والمجتمع والوطن والآمة كذلك فمعظم هؤلاء الشباب والأبناء الذين خرجوا على طاعة الاباء واحترام القيم, نجدهم في النهاية قد تمردوا على المجتمع وانحرفوا عن الدين والأخلاق واعتنقوا المذاهب العدائية الفاسدة وقد يصل الامر بهم الى ان يكونوا عبدة الشيطان او جماعة ارهاب وتخريب, كل هذه المظاهر السلبية الخطيرة تؤدي في النهاية الى تمزق الاسرة وتصدع المجتمع وتفكك الوحدة الوطنية.
وكيف عالج الاسلام هذا الصراع
ليس في الاسلام صراع اجيال, ولكن هناك اختلاف اراء وحواراً هادفاً بناء بين الآباء والأبناء في اطار القيم والمبادئ الاسلامية التي ارسى قواعدها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا) – رواه الترمذي.
ان حسن التعامل بين الآباء والأبناء في ضوء هذا التوجيه النبوي الشريف, لاشك انه يرسي دعائم المودة والتراحم واحترام الكبير وتوقيره.
وفي المجال التربوي الذي يحفظ الترابط والمودة بين الآباء والأبناء يقول الامام علي كرم الله وجهه: (ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم)
ويقول رضي الله عنه: (لا تكرهوا أولادكم على عاداتكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم) كما تنبه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى مسألة الخلاف بين الاجيال فقال مرشدا او موجها الآباء في كل زمان ومكان: (أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم)
لذلك يجب على الآباء والأمهات والمربين وكل المسئولين ان يراعوا هذا الفارق الزمني بينهم وبين الاجيال الصاعدة ولا يكرهوا ابناءهم على عادات وتقاليد لا تناسب الزمن الذي يعيشون فيه, اننا ندعو الى تواصل الاجيال بالمودة, والتفاهم والتراحم لنواكب التطور بالقيم الاسلامية ونعايش كل جديد مع المحافظة على مبادئنا الفاضلة وعاداتنا الاسلامية القيمة.
نحن نرى هذا التعامل الحضاري بين مختلف الاجيال في ايام السلف الصالح رضي الله عنهم, حيث الابناء والشباب لا يتقدمون على الكبار ولا يتجاوزون حدودهم, والكبار قد حرصوا على مشاركة الشباب الرأي والمشورة من غير اثرة او احتكار في الرأي والمسؤولية والعمل, انها اجواء صافية تسودها المحبة والاحترام المتبادل, كبار يرحلون ويأخذ مكانهم شباب, ويحل جيل مكان جيل, خير خلف لخير سلف وهكذا.
وأهم وسائل الوقاية والعلاج من مشكلات وصراع الاجيال هي التربية الاسلامية ومبادئ الدين الحنيف, انها وسائل راقية لتنظيم العلاقة بين الاجيال على اساس من التفاهم والمودة والحوار الهادف البناء. يقول الله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم) – سورة الحشر .10----------------
لمتابعة بقية الموضوع على الرابط
http://www.basmetaml.com/ar/page/1035