قال تعالى : (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)
(التوبة 60)
وقوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
التنمية المجتمعية الحقيقية هي تعاون جميع أفراد المجتمع في أعمال الخير والإصلاح والتنمية المجتمعية التي تعود على الأفراد بالخير والصالح العام فالنفس البشرية ميالة فطريا لحب الخير والمعروف في كل زمان و مكان بصرف النظر عن الملة والعقيدة والانتماء ومن هنا نجد كثيرا من جمعيات أهلية تساعد في التنمية دون التفريق بين دين وآخر أو عقيدة وأخرى كالعيادات الطبية والمستشفيات والتعليم والمساعدات الخيرية وغيرها من الأعمال التي تسعى إلى وحدة الصف بالمجتمع ومساعدة المحتاجين ومن هنا كان حرص الشرع الحنيف على أعمال الخير ونجد الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على أعمال الخير من صدقات وزكاه تلك الزكاة التي إن لم تف بالاحتياجات القائمة جاء دور الصدقات وأعمال البر التطوعية بشمولها وكثرتها وتعددها لتسد الحاجة ، وتكفي المئونة وتخفف الآلام وتحفظ الكرامة وتحمي المجتمع من الانحرافات والجرائم. وقد ذكرت الزكاة في القرآن الكريم ثلاثين مرّة، في سبع وعشرين منها مقرونة بالصّلاة، من أجل أن تكون لها نفس أهمية الصّلاة، ولئلاّ يُضيّعها النّاس ويفرّطوا فيها، قال تعالى:
– ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
وهي تشكّل أهم دعامة من دعائم الإسلام الاقتصادية الكبرى، كما أنّها تُكَوِّن موردًا من موارد المالية الّتي لا تنضب على مَرِّ السنين، ووسيلة من وسائله الناجحة لتحقيق التّضامن الاجتماعي والتّكافل الإجباري بين أفراده، ورحمة من رحماته تعالى إلى عباده المؤمنين.
فالمجتمع الّذي يقوم بأداء الزّكاة مجتمع يُبارِكُه الله عزّ وجلّ وتشملهم رحمته. قال تعالى:
– ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71].
ولأهميتها الكبيرة، وعد الله المؤدِّين لها بالفلاح والثواب الجزيل في الدنيا والآخرة، كما جاء في سورة المؤمنون والذاريات، وقد توعّد المانعين بأشدّ أنواع العقاب، كما جاء في سورة التوبة.
للمتابعة
http://basmetaml.com/?p=2553