مسئولية الحياة الزوجية
مسئولية الحياة الزوجية
من أهم الأمور التي اهتم بها الشرع في الإسلام الحياة الزوجية وما يترتب عليها من مسئوليات ومهام كبيرة تقع على عاتق الزوج والزوجة ومن هنا نحاول أن نبين ونحلل تلك المسئولية الزوجية سواء في القران الكريم أو السنة النبوية لتكون مرشدا لهداية من يريد النجاح في حياته الزوجية والعائلية
فيقول الله تعالى في محكم كتابه:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾الروم 21
فتقدير الإسلام للعلاقة الزوجية يُصنّف في أعلى درجات التقديس والاحترام وذلك من خلال عدّة أمور:
أوّلاً: نجد الآية القرآنية تجعل خلق الزوج لزوجه آيةً من آياته تعالى
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم ﴾ إذاً هي أمر يُعطيه الخالق أهميّة مميّزة حيث جعله آية من آياته.
ثانياً: ختم الآية سبحانه وتعالى بقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ أي أكّد كون العلاقة الزوجية آية ودعا إلى التفكّر والتدبّر في مكتنفات هذه الآية لما لها من أبعاد لطيفة جديرة بأن تُستنبط عن طريق التفكّر.
ثالثاً: الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من التزويج".
وهذا يؤكّد على أنّ الأبنية الكثيرة الّتي هي ضمن الإطار الإسلاميّ، بعضها أحبّ إلى الله تعالى من بعض وأحبّها على الإطلاق التزويج، وهذا من أعظم التعابير عن الأهمية والتقدير من قبل الله تعالى للبيت الزوجيّ.
وفي رواية عنه صلى الله عليه وآله وسلم:"ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتُطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله.
فحين يدرك الزوجان أن كل منهما مسئول عن الآخر (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته) فهذا حافز له ليهتم ويعتني به، ويبذل غاية جهده لراحته وسعادته، فإن الحياة حينها تكون تكامل وتفاعل وتعاون، لا صراع وندية ومساواة. فحين تثبت الزوجة أنوثتها، برقتها وحنانها ورقي تعاملها ولطيف عباراتها وجميل لمساتها، فإن الزوج ينحني لها احتراماً، ويقدر لها مشاعرها، ويلين قلبه ويستسلم لجمال روحها. وبينما يجد الزوج عقلاً يعارضه ورأياً يصدمه، وعناد وعدم سماع الكلام والنصائح واستعراض قوى وافتعال خصومة، فإنه يشمر للانتصار ويسعى بكل قوته لكسب المعركة وهو بها جدير. , وتصبح الحياة الزوجية صراع وشد وجذب والخاسر فى النهاية غالبا هي الزوجة وتشتيت الأسرة
وحين تستثمر الزوجة عاطفتها تفوز بقلبه، وحين تستخدم عقلها وعنادها وعضلاتها تخسر جولتها، ونسيت انه من يدخل الحياة بنية إسعاد من اختاره زوجاً، تبقى السعادة من أولوياته، والعكس صحيح. وننتقل من الأهداف إلى المقاصد الشرعية من الزواج، والحكم العظيمة من تشريعه، فالزواج مثل أي شركة لها نظام ولوائح وسياسات لتنجح وتكبر، بل هو أعظم شراكة حياتية، حتى تسير بأمان لابد من قائد يقودها، وقيّم يتولي أمرها ويدبر شأنها، ولذلك جعل الله الرجل هو ذلك القائد والقيّم بما حباه الله من صفات تؤهله لذلك وفى ذلك قال تعالى فى سورة النساء-----
للمتابعة
http://basmetaml.com/ar/page/1212