الخلافات الزوجية والمرض النفسي
لا تخلو أسرة في اى مكان من الخلافات الزوجية فقد تكون هذه الخلافات شئ طبيعي من خلال تبادل الآراء والنقاش في أمور حياتية بين الزوجين ولكن استمرار الخلافات في كل كبيرة وصغيرة يولد الضيق النفسي لكلا الزوجين فلعلّ الضيق أوّل ما يشعر به الزوجان لعدم تفهّم الطرف الآخر موقفه وأحاسيسه تجاه الحدث، والندم على اختياره الشريك الحالي لعدم قدرته على التفاعل الإيجابي معه، وأنه لا يمثّل صورة الشريك الذي كان يتمناه لدى كل من الطرفين. ويصحب هذا الشعور الهمّ والحزن والإحباط العام مما يحرم الزوجان بعضهما من التعضيد المعنوي والمشاركة الوجدانية والإشباع العاطفي. ويدخلهما في دائرة الجفاف العاطفي وتفريغ روحانية الرباط الزوجي.
ومع تكرار الخلافات واحتدام النزاع، يتصاعد الشعور بالتوتر والقلق مما يؤدي إلى ظهور اضطرابات سلوكية ونفسية عديدة ترجع بعض أسبابها إلى الضغوط النفسية في الخلافات الزوجية عند الزوجين، والمتمثلة في الأمراض النفسية التالية: الاكتئاب، الهوس، القلق النفسي، الهستيريا، اضطرابات الشخصية منها: الشخصية الانطوائية، الشخصية القلقة، الشخصية المزاجية، الشخصية أللاجتماعية العدوانية، الشخصية الشاكية، الشخصية الو سواسية، الشخصية الفصامية. وتختلف ظهور هذه الاضطرابات في الشخصية من فردٍ لآخر وفقاً لتكوينه النفسي والجسدي، وما مرّ عليه من تجارب حياتية مؤلمة سابقة في حياته تساهم في إبراز الخلافات الزوجية المستمرّة المكبوتة أو المعلن عنها على شكل اضطرابات شخصية مختلفة.
ويؤثر ذلك كله في الوظيفة الجنسية ويؤدي إلى اضطرابات عديدة منها اضطراب الرغبة الجنسية، البرود الجنسي، عسر الجماع، العنّة... هذا إلى جانب بروز الأمراض الاجتماعية النفسية المتمثلة في الإدمان على الأدوية والمهدّئات والكحول والمخدرات التي يلجأ إليها الطرفان هروباً من المشاكل الزوجية والأسرية.
وضع الله تعالى القوانين لتنظيم العلاقة الزوجيَّة، وجعلها على أفضل وجه؛ من أجل تأمين حياة زوجية سعيدة، وعندما يتخلّى الإنسان عن هذه الحدود الشرعية ويتجاوزها؛ فإنّه سيُهدّد الحياة الزوجيَّة برمّتها. من هنا، كان من الواجب على كلا الزوجين أن يتعرّفا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بحقوق كلّ منهما تجاه الآخر، وأن يحيط كلّ منهما علماً بالحقوق الزوجيَّة وآداب العلاقة التي ينبغي أن تحكم هذه الحياة الخاصّة، حتى يتمّ تحصيل الحصانة اللازمة التي تحمي بنيان الأسرة من التصدّع.
فالشاب والفتاة أحياناً كثيرة يعيشان في عالمٍ من الأحلام الورديَّة، ويتصوَّران أنَّ المستقبل سيكون جنَّة كما في القصص الخيالية، حتى إذا دخلا دنياهما الجديدة باحثين عن تلك الجنّة الموعودة فلا يعثران عليها، فيلقي كلّ منهما اللوم على الآخر محمّلاً إياه مسؤولية ذلك الفشل. لتبدأ بعد ذلك فصول من النزاع المرير الذي يُفقد الحياة طعمها ومعناها. فكلٌّ يتّهم الآخر بالتقصير والخداع، ملقياً بالتبعة على شريكه. في حين أنّ الأمر لا يتطلّب سوى نظرة واقعية للأمور.
الملل والروتين اليومى فى الحياة------------
للمتابعة
http://www.basmetaml.com/ar/page/1124