صعوبة السلوك والمشاكل الانفعالية لمرضى التوحد
- التباعد والانسحاب الاجتماعي
معظم صغار الأطفال المتوحدين (وليس جميعهم) يتصرفون وكأن الآخرين ليسوا موجودين فالطفل المتوحد لا يأتي بالضرورة عند المناداة عليه وقد يخلو وجهه من أي تعبير ونادرا ما ينظر مباشرة إلى وجهة وقد ينأى بعيدًا عنك إذا لمسته . وإذا أراد الطفل شيئا فهو لا يستطيع أن يمده يده ليأخذه بنفسه ، بل أنه يقبض على يدك أو رسغك ، (فهو لا يدفع يده برفق داخل يدك كما يفعل الطفل الطبيعي) لتقدم له ما يريد، وبمجرد أن يحصل على الشيء الذي يريده يتجاهلك مرة أخرى . وهو لا يظهر أي اهتمام أو تعاطف معك إذا كنت متألما أو منزعجًا . إلا أن الأطفال المتوحدين يستجيبون بالفعل إلى الكبار الذين يتفهمون إعاقتهم ويعرفون كيف يجتازون العوائق التي تخلفها مثل هذه الإعاقات . وهم يميلون إلى أن يصبحوا أكثر ودًا مع تقدم السن .
2- مقاومة التغيير :
يصر الكثير من هؤلاء الأطفال على تكرار نفس النظام الروتيني . ومن المتناقضات أن هؤلاء الأطفال في بداية طفولتهم يبدون وكأنهم لا يستقرون أبدًا على أي نظام في الأكل أو النوم ، ولكن عندما يتمكنون من المشي عادة ما يصرون على أن يتم عمل بعض الأشياء بنفس الأسلوب في كل مرة . وكثيرًا ما يصبح الأطفال المتوحدون مرتبطين للغاية ببعض الأشياء المعينة ويرفضون الافتراق عنها . ويمكن أن تمتد مقاومتهم للتغيير في الطعام ، حيث يرفض بعضهم أن يأكل أكثر من نوعين أو ثلاثة من الأطعمة .
3- مخاوف خاصة :
من المعتاد للغاية أن تنم لدى الطفل المخاوف من أشياء عادية غير مؤدية . وعلى العكس من هذا قد لا يكون لدى الأطفال المتوحدين وعى بالمخاطر الحقيقية, ربما لأنهم لا يدركون نتائجها المحتملة . وبعض هؤلاء الأطفال يكونون دائمًا متوترين وخائفين بينما يبدو البعض الأخر غير مكترثين ويتقبلون الأشياء كما هي وقد ترجع هذه الفروق إلى شخصية كل طفل والتي تجدد الطريقة التي يستجيب لها لأعاقته .
4- السلوك المحرج اجتماعيا :
نظرًا لأن فهم الأطفال المتوحدين للكلمات محدود ولأنهم يتسمون بعدم النضج على وجه العموم ، فهم كثيرًا ما يتصرفون بطريقة غير مقبولة اجتماعيًا . ويكون بعضهم هادئًا وسلبيًا إلى حد ما ولا يسبب متاعب كثيرة ، والبعض الأخر نشطًا وقوى العزم ، وخاصة عندما يتراوح عمرهم فيما بين عامين وخمسة أعوام . وفي هذه الحالة يكون على آبائهم أن يعالجوا سلسلة لا نهائية من المواقف الفظة .
وعلى العموم ، قد يكون سلوك الأطفال الذين تعلموا الكلام ولو حتى بشكل ضئيل أفضل بكثير ، ولكن حتى هؤلاء الأطفال يتسببون في إحداث أزمات اجتماعية صغيرة ، فهم لا يفهمون أن هناك بعض الأشياء من الأفضل ألا تقال ، كما قد يتكلمون في موضوعات لا يجب ذكرها وسط أناس مهذبين ، وهم يعلقون بشكل برئ على الآخرين بصورة قد تؤذي مشاعرهم . والأطفال المتوحدين لا يكذبون أبدًا ، فهم لا يفهمون السبب وراء ضرورة إخفاء الحقيقة ، كما تنقصهم على أية حال المهارة اللازمة من ناحية اللغة والأفكار لاختراع الكذب .
5- عدم القدرة على اللعب :
يتعلم الأطفال الطبيعيون عن عالمهم من خلال اللعب . أما الأطفال المتوحدون فهم يستكشفون جميع الأشياء سواء كانت لعبًا أم مجرد نفايات بغرض الإحساس بتلك المشاعر البسيطة التي تبعث فيهم سعادة كبيرة . فالقطار اللعبة علي سبيل المثال, بالنسبة لهم ليس لعبة تتظاهر بأنها قطار حقيقي ، بل أنه مجرد شيء بارد وصلب ، وأخضر اللون ، وثقيل وله طعم معدني ويصدر صوتًا كالخشخشة حين نهزه ، كما تكون له أنماطا شكلية غريبة عندما تدور عجلاته .
- مهارات وقدرات خاصة لبعض الأطفال المتوحدين
يستطيع بعض الأطفال المتوحدين ، حتى سن مبكر ، أن يغنوا بطريقة جيدة وقليل منهم يستطيع أن يعزف على أحدي الآلات الموسيقية . --------
للمتابعة على الرابط
http://www.basmetaml.com/ar/page/1037