التطور الجنسي عند الأطفال ج1
هناك امور لابد من التعرف عليها والنقاش فيها وهى تخص الابناء الصغار السن ونموهم الجسدى وما يصاحب هذا النمو من تطورات جنسية طبيعيى لدى الاطفال سواء ان كانت بنت او ولد فمنذ ولادة الطفل حتى مروره بمرحلة النمو الاولى فى حياته كنا نعتقد أن الجنسانية مرتبطة فقط بسن البلوغ وأحيانا المراهقة وأنها مبنية على الحياة الجنسية والنضوج الجنسي؛ فالمجتمع والدين يعطيان شرعية للحياة الجنسية لدى البالغين، والحياة الجنسية عند الأطفال غير موجودة وليست لها شرعية. في الغرب كان فرويد أول من تكلم عن الجنسانية في مراحل الطفولة.
التكلم عن الحياة الجنسية لدى الطفل لا يعني فقط الحديث عن أعضائه التناسلية بل هو حديث عن جسمه بشكل عام، عن الأحاسيس التي يشعر بها في أجزاء مختلفة من جسمه، عن طريقة تعايشه مع هويته الجنسية، عن تماثله مع أبيه أو أمه، عن إهتماماته في أسئلة تتعلق بالتربية الجنسية. مشاهدة الأطفال في حياتهم اليومية تبين بأن لدى الأطفال اهتمامات جنسية (لعبة الدكتور - والعريس والعروسة ، مشاهدة أجسام بعضهم البعض، لعبة بابا وماما). غالبا ما ننسى أن الجنسانية جزء طبيعي ومهم في تطور الطفل، فمعرفة التطور الجنسي والمشاكل التي يمكن أن نواجهها هي أساسية، وفقط من خلال هذه المعرفة يستطيع الأهل والاختصاصيون تفهم الاضطرابات المتعلقة بالتطور الجنسي. مع أن هناك حالات تتطلب تدخل أخصائي أو طبيب نفساني، فإنِ كثير من المشاكل تعالج بنجاح من قبل طبيب عام للأطفال وأهم من ذلك هو أن التشخيص أو التعرف على هذه المشاكل في وقت سريع ومناسب يمنع تطور إضطرابات جنسية صعبة العلاج .
في مجتمعنا، يكون التثقيف الجنسي نادرا (أو غير موجود). في المناهج المدرسية هناك حديث عن أمور متعلقة بالتربية الجنسية، لكن حسب طريقة التعليم (وحسب المعلم) لا تصل الرسالة بوضوح أو بشكل كامل إلى الأطفال.
التطور الجنسي الطبيعي
--- الجوانب الجسدية ----
مع أن الجنس الجيني محدد عند الإخصاب ، لا يبدأ التفريق بين الجنسين قبل الأسبوع السادس أو السابع من الحمل. حيث تتطور غدد تناسلية غير متميزة في نفس الوقت عند الذكور والإناث تتكون الخصيتان في الأسبوع السادس، والمبايض في الأسبوع الثاني عشر. في الشهر الثالث والرابع من الحمل إذا كان الجنس الجيني للجنين "ذكر"، تبدأ الخصيتان بإفراز هرمونات ذكرية، التي تطور الأعضاء الذكرية والتي تمنع تكون الأعضاء الأنثوية. عدم إفراز هذه الهرمونات الذكرية تؤدي إلى تطور الغدد التناسلية بالاتجاه الأنثوي، مهما كان الجنس الجيني لدى الجنين. لاحقا، فإن هذه الإفرازات تؤدي إلى أعضاء تناسلية خارجية متميزة. عند الولادة، فسيولوجية الإثارة والقدرة على تصرفات جنسية مختلفة تكون موجودة بشكل عام (نعرف مثلا أن المولود الذكر لديه انتصاب وان المولودة الأنثى لديها تزليق مهبلي)
لا تحدث تغيرات جسدية في التطور الجنسي خلال مرحلة الطفولة المبكرة عند الإناث والذكور فإفرازات الهرمونات محدودة ولا يكون هناك نمو كبير بالغدد التناسلية حتى سن المراهقة. مقارنة مع التغيرات الجسدية التي تحصل خلال الطفولة، التغيرات التي تحصل خلال المراهقة كبيرة جدا.
---- الجوانب الاجتماعية والنفسية------
ليست الهوية الجنسية لدى الطفل فقط نتيجة "عملية جينات" عند الطفل، لكنها أيضا نتيجة تفاعلاته مع أهله الذين يساهمون بتشكيل الهوية الجنسية لدى طفلهم: هذه الهوية موجودة في تاريخ العلاقة بين الأهل والطفل. خلال الحمل يكون لدى الأهل تصورا عن جنس الجنين، و عند الولادة (أو على (يكتشف الأهل الجنس الحقيقي للطفل، و يمكن أحيانا أن يخيب أملهم عند اكتشاف الجنس الحقيقي ولا يستطيعون التغلب على مشاعرهم بالإحباط والغضب. ردة الفعل هذه تعرض إمكانية التطور السلس لهوية الطفل الجنسية للخطر. وبالتالي فان تطور الشعور بالذات كذكر أو أنثى يبدأ مبكرا في الحياة.
بعد الولادة، طريقة تحدث الوالدين للطفل أو طريقة تصرفاتهم اليومية معه (حمله، اللعب معه، طريقة التكلم معه…) تعزز التصرفات الذكرية أو الانثوية مبكرا في الحياة. فيما بعد يلعب الأبوين ثم العائلة ثم المجتمع دورا في تطور التماثل مع الأهل من نفس الجنس: سيتصرف الأولاد طبقا لما هو متوقع منهم في المجتمع والبنات يتصرفن كما هو أيضا متوقع منهن. تطور الطفل مرتبط بالمراحل الجنسية المختلفة التي وصفها فرويد: مع أن جنسانية الطفل مختلفة بطبيعتها من جنسانية البالغ فهما متتابعتان: الجنسانية عند البالغين هي نتيجة قصة طويلة بدأت منذ الطفولة.
لقد وصف فرويد المراحل المختلفة التي يمر بها الطفل:
- المرحلة الفمية: هي أول مرحلة جنسية نفسية. أهم وأنشط جزء من جسم الرضيع هو فمه. يشعر الطفل بأن الارضاع بالثدي أو تغذيته بصورة جيدة هو نموذج الإشباع النهائي. عندما يجوع يشتد التوتر وعندما يأكل هناك تحرير لللذة. فالمتعة مرتبطة أولا بوظيفة الأكل ثم يصبح المص نفسه متعة (أمثلة حول مص الأصبع). سيقل الإهتمام المرتبط بالفم عندما يبدأ الطفل باكتشاف أجزاء أخرى من جسمه.
- المرحلة الشرجية: سيتركز اهتمام الطفل على جزء جديد من جسمه وهي المنطقة الشرجية. هذا الجزء من الطفل سيكون ايضا مصدر اهتمام للاهل الذين يريدون ان تعليمه النظافة. يكتشف الطفل لذة السيطرة على مسراته ويكتشف أيضا القوة التي يملكها امام امه. فنجد الاهتمام بالبراز، القلق المتعلق به ( فالبراز جزء من جسمه )، الفخر عندما يهديه الى امه، مقاومته عندما يريد ان يظهر استقلاليته…
- المرحلة القضيبية: تصبح الاعضاء التناسلية المنطقة البرقية. والظاهرة الأساسية هي الاستنماء عند الاطفال.
لمتابعة بقية الموضوع على الرابط:
http://www.basmetaml.com/ar/page/141