الرسول والرفق بالاطفال
للتعامل مع الأطفال فنون وطرق خاصة فالتعامل الناجح مع الأطفال يعتمد على أساليب تربوية تعتمد على العلم والخبرة والتجربة وسعة الصدر والصبر وقد صاغ الرسول صلى الله عليه وسلم منهجا تربويا للتعامل مع الأطفال هذا المنهج الذي ساعد على تكوين شخصيات متميزة وقادة كان لهم الأثر الكبير في الإسلام .
وقد وصفه الله جل شأنه في قوله تعالى :
{ لقد جاءكم رسول من أنْفُسِكُم عزيز عليه ما عَنِتُّمْ حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }.التوبة 128
وكان المثل الأسمى للرفق بالأطفال والعطف عليهم والرحمة بهم، عن أنس بن مالك قال : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأَتَجَوَّز في صلاتي، لما أعلم من شدة وجد أُمه من بكائه)
فالرسول خفف في الصلاة لمَّا سمع بكاء الصبي رحمة بالصبي، ورحمة بأمه أيضاً لأنه خشي أن تلتهي عن صلاتها لاشتغال قلبها ببكائه.
وذات يوم تعثر الحسن وقيل الحسين ــ أي زل ووقع ــ و النبي صلى الله عليه و سلم على منبره، فنزل فحمله،
وقرأ قوله تعالى :
{ إنما أَموالكم وأَولادكم فتنة }.التغابن 15
فعن بريدة رضي الله عنه قال :
(كان النبي يخطب فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يعثران فيهما فنزل النبي صلى الله عليه و سلم فقطع كلامه فحملهما ثم عاد إلى المنبر ثم قال صدق الله { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } الاية– رأيت هذين يعثران في قميصهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما).
وعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في إِحدى صلاتَيْ العشى الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين فتقدم النبي صلى الله عليه و سلم فوضعه، ثم كبر للصلاة فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها فقال :
(إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ساجد فرجعت في سجودي فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك هذه سجدة قد أطلتها، فظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه قد أوحي إليك قال : >فكل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته).
فهذا من رحمته صلى الله عليه و سلم بالأولاد، يركب الطفل على ظهره الشريف وهو ساجد، ولا يقوم من سجوده، ليكمل الطفل لعبه، حتى لا يزعجه رحمة به، وشفقة عليه، ومثل هذا فعل صلى الله عليه و سلم مع أمامة بنت أبي العاص، فعن أبي قتادة قال :
خرج علينا النبي صلى الله عليه و سلم وأُمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها وأُمامة هذه هي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم فمن رحمته صلى الله عليه و سلم وشفقته بأُمامة أنه كان إذا ركع أو سجد يخشى عليها أن تسقط فيضعها على الأرض.
ويروى انه صلى الله عليه وسلم كان يحمل الطفل الصغير فيبول الطفل على ثوبه فيدعو بماء فينضح ثوبه به ولا يغسله وتكررت مواقف بول الأطفال على ثيابه صلى الله عليه وسلم من كثرة حبه لهم وحمله لهم وكذلك حمله للبنات وهذا قول أم كرز الخزاعية ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم بغلام فبال عليه فأمر به فنضح واتى بجاريه فبالت عليه فأمر به فغسل ).
ويقول صاحبه أبو موسى الاشعرى ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة )
وكان صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال في طرقاته , يقول يعلى بن مرة : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم على طعام , فإذا الحسين بن على يلعب في الطريق , فاصرع النبي أمام القوم , ثم بسط يديه ليأخذه فطفق الغلام يفر هنا ويفر هنا ورسول الله يلاحقه ويضاحكه ,بل كان يأخذ أسامة بن زيد والحسن بن على فيقعدهما على فخذه كل على ناحية ثم يضمهما ويقول :
( اللهم ارحمهما فأنى ارحمهما)--
موقع بسمة امل العائلى
basmetaml.com
http://basmetaml.com/?p=2448