الزواج وإشباع الفطرة
الزواج وإشباع الفطرة
نتيجة بحث الصور عن صور الزواج واشباع الفطرة
ولد ابن آدمَ على فطرة الإنسانية، وهذه الفطرة تقتضي ميوله نحو أشياء عديدة مثل الحب والكره فحبه للمال والنساء كبير وكره للعدوان والموت اكبر والدين الإسلامي موافق للفطرة و هو دين الفطرة السوية وتعد الفطرة من الخواص الإنسانية فقط -- فليس للحيوان فطرة، ولكن هناك تدخل للغريزة يشترك فيها الإنسان والحيوان وهي فعل الشيء لا لسبب إلا لأنه غريزة داخلية، ومن ثم فإن استدراج الفطرة الإنسانية إلى أن تكون محض غرائز يتوجب إشباعها لكان تشبه بالأنعام وغياب للعقل واستغناء عن معنى الإنسان.
إذا فهناك أشياء قد فُطِرَ الإنسان عليها ليكمل بقاءه، وأشياء لتنظم طرق حياته، وأخرى لتميزه عن الحيوان.والدين لم يترك الفطرة بلا ضابط أو توجيه بل وَضعَ ضوابط حتى لا تنحرف الفطرة إلى الطرق الحيوانية والغرائزية والشهوانية.فإن فسدت الفطرة فسد السلوك وفسد الضمير وانتهى دوره في التفرقة في المواقف بين الحق والباطل، وتراجعت النفس اللوامة وأفسحت المجال للأمارة بالسوء،
ولعل تلك الإشارة العظيمة في الحديث النبوي الشريف مبينة لهذا المعنى، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
)تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ) (متفق عليه)
في القرآن الكريم آيات تدل على إن حبّ الزواج والعلاقة الجنسية ملحوظان في أصل الخلق، وهذا الأمر غني عن التعبد، فكلّ من يمعن النظر في كيفية خلق الإنسان يلاحظ إن التناسل وبقاء هذا النوع يتحقّق عن طريق الزواج وعملية الولادة والتناسل، فلابدّ أن يكون ذلك ملحوظاً في أصل خلق الإنسان، أي إن الإنسان مخلوق بنحو يحفظ ذريته عبر المقاربة الجنسية مع زوجه، والتعبير القرآني طبعاً مختلف في هذا المجال، نشير هنا إلى مجموعات من الآيات التي تدل على أنّ زوج الإنسان قد جُعل من جنسه، وهذا تدبير إلهي تكويني لحفظ نوع الإنسان، ولعل أوضح آية في ذلك
قال تعالى
يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيب )النساء آية 1
وقال تعالى
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ )الأعراف 189
وهناك من يخالف الفطرة فيتحدّث القرآن عن انحراف هؤلاء القوم في إشباع هذه الغريزة عن مسيرتهم الطبيعية والفطرية ولذا تعرضوا للذمّ وابتُلوا بالعذاب الإلهي، وتقول الآية التي هي الأوضح من الآيات الأخرى بهذا الشأن:
(وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ)الشعراء166
أي أنكم تسلكون طريقا يتعارض مع فطرتكم ويتنافى مع طبيعتكم، انّه انحراف عن الصراط المستقيم.
للمتابعة
http://www.basmetaml.com/ar/page/1170