الوفاء والمروءة والسماحة
=========
قال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾
سورة النحل 90-91
فى تفسير لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي لهذه الايات يقول فضيلته :
إذا عاهدت ربك في الدنيا على الطاعة، وعلى العمل الطيب فهذا هو العهد المعني في هذه الآية، وإذا عاهدت رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو من ينوب في مكانه في تبليغ العلم، إذا عاهدت رسول الله عليه الصلاة والسلام على السير في طريق الإيمان، وعلى الالتزام بأوامر الدين، وعلى الاستقامة على أمر الله، وعلى فعل الخيرات، وترك المنكرات فهذا هو العهد المعني في هذه الآية .
إذا عاهدت النبي عليه الصلاة والسلام، أو من ينوب منابه في تبليغ العلم، فهذا العهد مَعْنِيُّ في هذه الآية الكريمة :
﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾
وإذا اتفقت مع مسلم على بيع، أو شراء، أو أجار، أو استئجار أو هبة، أو وديعة، أو أمانة، أي عقد عقدته مع مسلم وِفق الدين، يجب أن تلتزم به، لحديث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ )
[البخاري]
طبعاً فيما لا يتعارض مع أوامر الدين ؛ لو أنك أبرمت عقداً مع إنسانٍ على أن تعصي الله فهذا العهد لا ينبغي أن تفي به، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ ))
[البخاري]
فعهد الله عز وجل الذي يجب عليك أن توفيه هو العهد الذي قطعته على نفسك حينما خلقت في عالم
الأزل، حينما قال الله عز وجل :
﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾
( سورة الأعراف : 172 )
للمتابعة
http://basmetaml.com/?p=4693